القائمة الرئيسية

الصفحات

أخيرا .. شرط بن زايد الوحيد على تركيا لإعادة العلاقات !!

نصرالدّين السويلمي

أخيرا حصر محمّد بن زايد كلّ مطالبه وطموحاته وآماله وتوجّه بها إلى تركيا، أسقط بن زايد جميع المطالب الأخرى كما أسقط القاعدة التركيّة في قطر ومشاكل المتوسّط وإفساد أنقرة لخطّة إماراتيّة للاستحواذ على ليبيا والاحتكاك بين البلدين في السودان ومعارك الموانئ خاصّة في القرن الأفريقي التي بدأت تركيا تتقدّم فيها على حساب هيمنة إماراتيّة كاملة.. ترك كلّ تلك المصالح والمخاوف والمحاذير، وجمع كلّ مطالبه في سلّة واحدة وكلّف وزيره أنور قرقاش ليقول لأردوغان أنّ شرط أبو ظبي الوحيد لعودة العلاقات بين تركيا والإمارات، هو قطع العلاقات بين تركيا وجماعة الإخوان المسلمين والتوقّف عن دعمها وبصريح المنطوق "إعادة النظر في علاقة تركيا بجماعة الإخوان المسلمين"، شرط ردّ عليه مستشار أردوغان ياسين أقطاي، بطريقة تلقّم الكلاب صخرة وليس حجرا فحسب.

لكن لماذا اختزل بن زايد كلّ المطالبفي ملاحقة الإخوان؟

هل حبّا في النظام المصري وبقيّة الأنظمة العربيّة التي تخشى من صعود الإخوان أم هو الإصرار على مساعدة القوى العلمانيّة الفاشلة التي حوّلها كره الإخوان إلى شلّة من "القوادة" يتمسّحون بأي كان لينتقم لهم من انتصار الإخوان وقيادتهم للسجال ضدّ الدكتاتوريّات قبل الثورة وقيادة الدولة بعد انقشاع الدكتاتوريّات؟

لا أبدا! فهذا الروبوت المنفّط برمجه إبليس على الأنانيّة ولا يستنكف من غدر حلفائه وقد فعل حين استثمر في سدّ النّهضة الأثيوبي ودسّ فيه المليارات وعمل ضدّ حليفه المشير وعرّض الفلاّح المصري إلى نكبة تاريخية، وقد فعل حين لعب في ظهر حليفه بن سلمان لمّا أرسله إلى الجبهة ضدّ الحوثيّين وانهمك هو في تصنيع كيان جنوبي موازي سيشطر به اليمن ويستأثر بجنوبها من أجل الجزر الاستراتيجية والموانئ! لا يمكن لهذا الكائن الذئبي المثعلب أن يعمل لوجه الله أو لوجه الإنسانيّة أو لوجه الصداقة، كلّا وأبدا..

إنّما الجواب يكمن في الملف الذي عملت عليه استخباراته طوال سنوات وأيده ذلك التقرير الذي أعدّته لوبيّاته في أمريكا وساعدت في معطياته قيادات إستخباراتيّة سابقة في السي أي أي سنة 2010، وجاء فيه أنّ الإخوان في الإمارات توغّلوا في كلّ المناحي وأصبحوا البديل الأقرب لنظام الأسر الحاكمة، وقدّم التقرير تفاصيل عن الشارقة التي اعتبرها إمارة إخوانيّة، حينها قرّر بن زايد أن يقضي على الإخوان في الإمارات، ولأنّه يدرك أنّها نبتة عميقة وممتدّة وتعوّدت على مناخات القمع وأصبحت عصيّة على الاستئصال، فقد استعمل سياسة "الشيك على بياض" كأرصدة مفتوحة خصّصها للمعركة ضدّ التواجد الإخواني أينما كان، لذلك هو ذا يسقط كلّ الشروط الأخرى ويطلب من تركيا قطع العلاقة مع الإخوان، ولأنّه ضبع المراحل! فإن هي استجابت سيتقدّم لها بعروض أخرى مغرية جدّا! سيطلب منها الإسهام في ملاحقة الجماعة واجتثاثها على غرار الملاحقة الجراحيّة الدقيقة التي تقوم بها أنقرة ضدّ تنظيم كولن.

 

نصرالدّين السويلمي


هل اعجبك الموضوع :
اعلان منتصف الموضوع