الشاقي خبزة والمرتاح ثنتين...
هذي هي..
أكثر من 30 عاما "واكل شارب".. "لا شغل ولا مشغلة"..
حرفته متفرّغ وصِفتُه نقابيّ.. يثرثر بالكادحين وحقوقهم.. يلعن الليبرالية التي
تستغلّهم.. وينسى أنّها تُطعمه وتحميه ليلعب دور مخفّضَ سرعة تستعمله وهي تسحق
الكادحين.. لذلك يتبنّى مطالبهم لتحسين شروط التفاوض وليس لشيء آخر.. وتفاوُضه على الكادحين
وليس لأجلهم.. حتّى إذا أرضته الجهات المانحة المفاوِضة بثمَنٍ مغرٍ لبراعته في
"سمسرته" باع الكادحين وقبض الثمن تحت الطاولة دون خصم الجراية التي
يتقاضاها على تفرّغه الذي يدّعي أنّه مكسَبٌ.. وما هو سوى مِنّةٍ ترمي بها إليه
الجهات المانحة ليروّض لها الكادحين المنظورين.. فمثل المتفرّغ النقابيّ كمَثَل
ناظر ضيعة يحرسها لصاحبها.. ويدّعي للعابرين أنّها له...
المناضل يدفع الثمن ولا يقبض الثمن...
المناضل شريفٌ والشرف أن تأكل من جهدك لا أن تتفرّغ ليُطعمك من تلعب دور
المناضل ضدّه...
اليساريّ حين يستبدّ به الجهل ويضلّ الطريق تنقلب لديه المفاهيم ويضيع الفهم
ويتحوّل إلى صنيعة ويخرج على الناس ينفش ريشه الذي ألبسه إيّاه مروِّضون مهَرَة
أوهموه بأنّه وحش تُخشى صولتُه...
وما هو غير قطّ.. بمخالب للتصوير.
نور الدين الغيلوفي